خربشات قلم (٢) ثم قالوا لي تأقلم

 خربشات قلم (٢)



وضعوني في إناء ثم قالوا لي : تأقلم 

وأنا لست بماء ، أنا من طين السماء

وإذا ضاق إنائي بنموي …يتحطم  


                                           أحمد مطر 




أرى أن عكس الحرية .. هي القولبة

أن تضعني في قالب 


قالب ما هو سائد ..


في الشكل 

في التعليم 

في سن الزواج 

في سن الانجاب 

في طريقة التفكير 

في تقاليد الزواج 

في طريقة تربية الابناء 

في المنافسة ما بين أولادك وغيرهم 

فيما اعتدنا عليه

فيما حفظناه 

فيما جرى عليه العرف 

في معتقداتنا 

في عادتنا .. وتقاليدنا 

في الأحكام على كل من اختلف عنا



في القوالب … القوالب التي جُبلنا على اتخاذها .. و سنجبر كل ما هو منا على اتخاذه 



لا اعلم لماذا ؟ 


ولكن عقلي رد عليّ مجيباً إياي 


انتي تعلمين ان هذا توفيراً للطاقة


فالاسهل للفرد أن يمشي على نفس الطريق الذي يعرفه و  يستطيع أن يجد فيه أناس مثله 


عن أن يحيد عن الطريق و يمشي في طريق آخر مغاير ، وحده ..



وكذلك عقلك .. وكذلك وعي الشعوب


يسير على ما اعتاد وتبرمج عليه 

ذلك أسهل بكثير من … التغيير 



ولكن هناك أناس .. من بين هذا الجمع 


اختاروا الاختلاف .. اختاروا النمو  .. ولكن مثلما قال الشعر في البيت 

فإذا ضاق إنائي بنموي يتحطم 


فهذا الذي أختار النمو .. واختار ألا يكتفي بالبقاء داخل الإناء المعد له والتكيف مع حجمه .. هنا لن تكون المشكلة مشكلته .. ستكون المشكلة عند الإناء الذي يحيطه ، فإذا أصبح معدل نموه أكبر من حيز استيعاب الإناء .. سيتحطم الإناء 


وقد يصيبك هذا بالمفاجأة ..


ولكن سيستمر طين السماء  في النمو  .. ينمو  و ينمو و ستكون حدوده هي السماء .. وسماء الله واسعة ….و غير محدودة 



سيظل هذا ينمو 


و يظل الآخرون .. كل منهم يتأقلم .. في إنائه ..



#خربشات_قلم

2 تعليقات

إرسال تعليق